تعتبر المياه البيضاء في العين مرض شائع. فإذا قال لك طبيب العيون أنك مصاب بمرض المياه البيضاء فاعلم أنك لست وحدك المصاب بهذا المرض، إذ يصيب مرض المياه البيضاء أكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. وغالبًا ما ينشأ هذا المرض ببطء، وقد يستغرق عدة أشهر. أو عدة سنوات حتى يؤثر على رؤيتك بشكل ملحوظ. ويمكن علاج جميع الحالات تقريبًا بنجاح. وتتميز الجراحة الحديثة لإزالتها بأنها عملية بسيطة نسبيًا ولا تتطلب في كثير من الأحيان سوى البقاء لمدة يوم واحد في المستشفى.
ما هي المياه البيضاء ( كاتاراكت ) ؟
في العادة تكون عدسة العين التي توجد وراء البؤبؤ صافية أو شفافة وتساعد عدسة العين في تركيز الأشعة الضوئية على الشبكية التي توجد في الجزء الخلفي من العين، ومع ذلك فعند الإصابة بمرض الكاتراكت تصبح عدسة العين معتمة بدرجات متفاوتة. ويؤدي ذلك إلى عدم وصول ما يكفي من الضوء إلى شبكية العين، وبالتالي تكون الصورة الناتجة غامضة وغير واضحة.
ما الذي يؤدي إلى المياه البيضاء في العين ( كاتاراكت ) ؟
توجد أسباب عديدة ومختلفة للإصابة بمرض في العين، ويمكن أن تكون الأسباب خلقية أو مرتبطة بالعمر، أو ناتجة عن إصابة أو أذى لحق بالعين، وربما يكون السبب هو وجود أحد الأمراض مثل مرض السكري، أو استعمال بعض الأدوية لفترة طويلة، مثل أدوية الكورتيكوسترويدات، كما يمكن أن تؤدي بعض العوامل الأخرى إلى الإصابة بالمياه البيضاء وبالإضافة إلى ذلك توجد أيضًا أنواع مختلفة عديدة من حالات المياه البيضاء.
أنواع المياه البيضاء في العين
توجد أشكال عديدة مختلفة من المياه البيضاء، ولكن توجد 3 أنواع شائعة هي التي تحدث عادة كجزء من عملية الشيخوخة، وفي بعض الأحيان قد يصاب الشخص بأكثر من نوع من أنواع المياه البيضاء.
المياه البيضاء التصلبية النووية
تؤدي إلى تكوين سحابة على النواة المركزية للعدسة، ويمكون لونها أصفر في البداية ثم يصبح بُنيًا كلما ازداد نموها. ومن الممكن أن يتسبب ذلك في قطع الضوء، وعدم وضوح الرؤية. كما تظهر الألوان باهتة للغاية وتنمو تلك تدريجيا، ولا يلاحظ الأشخاص إصابتهم بفقدان الرؤية إلا في المراحل المتأخرة، ويؤدي فقدان رؤية الألوان إلى الافتراض الخاطيء بأن المفروشات المنزلية أصبحت باهتة أو متسخة، وبالتالي يقوم هؤلاء المصابون باستبدالها بمفروشات جديدة ذات ألوان صارخة.
المياه البيضاء القشرية
يتميز هذا النوع من بتكون بقع بيضاء تشبه البرمق على الجزء الخارجي للعدسة. وقد لا تؤثر البقع البيضاء في الرؤية لسنوات عديدة، على الرغم من أن الشخص قد يكون حساسًا، أو تصعب عليه الرؤية في الضوء الساطع. ومن أكثر الأعراض شيوعًا تكون خيال للصور أو الرؤية المزدوجة.
المياه البيضاء في الغشاء الجزئي الخلفي
يصيب هذا النوع من بشكل رئيسي الطبقة الخارجية التي توجد في الجزء الخلفي للعدسة، إذ يتسبب بغشاوة صفراء أو بيضاء للعدسة، ويمكن أن تؤدي تلك المياه إلى تدهور مبكر في الرؤية. كما يضعف البصر أحيانًا بشكل ملحوظ في غضون بضعة أشهر. ويمكن أن يكون ذلك مرتبطًا بالتقدم في السن، وببعض الحالات المرضية الأخرى أيضًا مثل مرض السكري وقد يكون مرتبطًا باستخدام الستيرويدات لفترات طويلة.
أعراض المياه البيضاء
عادة ما تكون موجودة في كلتا العينين ولكنها غالبًا لا تكون ف ينفس المرحلة من النمو ( نمو غير متماثل)، بحيث تكون الرؤية في إحدى العينين أسوأ من الرؤية في العين الأخرى وتختلف شدة المياه البيضاء اختلافًا كبيرًا وقد لا يلاحظ بعض الأشخاص أنهم مصابون بالمياه البيضاء لأنه من الممكن أن تبدأ الإصابة على حافة العدسة، ولا تسبب أي أعراض في البداية.
وغالبًا ما يتمكن الأشخاص الذين يعانون من حالات المياه البيضاء البسيطة من الرؤية الجيدة، بما فيه الكفاية حول المنطقة المصابة بالغشاوة ويعيشون بشكل طبيعي ومع ذلك قد لا يتمكن الأشخاص الآخرون من القراءة، أو القيادة أ العيش بصورة مستقلة بسبب فقدان الرؤية الناتج عنها. وقد تؤدي الإصابة إلى عَرَض أو أكثر من الأعراض التالية:
ضبابية أو تشوش الرؤية
عادة ما يحدث التشوش أو الضبابية في الرؤية تدريجيًا على الرغم من أن المياه البيضاء في الغشاء الجزئي الخلفي.
يمكن أن تؤدي إلى تدهور الرؤية في غضون بضعة أسابيع، أو عدة أشهر. وتنتشر الضبابية عادة في جميع أنحاء مجال الرؤية وتؤثر في رؤية الأجسام البعيدة ورؤية الأجسام القريبة مثل القراءة. ومن الممكن أن تصاب كلتا العينين على الرغم من أن إحدى العينين عادة ما تكون أسوأ من العين الأخرى.
الحساسية الشديدة للضوء الساطع
يمكن أن يحدث انبهار البصر ( الحساسية الشديدة للضوء ) في ضوء الشمس الساطع. أو أثناء الليل بسبب ضوء المصابيح الأمامية للسيارات وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل الرؤية تماما. ولكن من الممكن التغلب عليه بارتداء نظارات داكنة، ومع ذلك سيؤدي ارتداء نظارة داكنة أيضًا إلى تقليل كمية الضوء التي تدخل إلى العين، ما يضعف من مستوى الرؤية العام.
ضعف رؤية الألوان
يعتبر ضعف رؤية الألوان من الأعراض الشائعة. بشكل خاص عند الإصابة بمرض المياه البيضاء التصلبية النووية. وعندما يزداد نموها، ويصبح لونها أصفر أو بنيا. فإنها غالبًا ما تؤدي إلى حجب الضوء ولاسيما في الطرف الأزرق من الطيف اللوني، ما يجعل الألوان تبدو باهتة، وبعد الجراحة غالبًا ما يندهش المصابون بعد أن يتمكنوا من رؤية الألوان الزاهية – على سبيل المثال، في الحديقة أو المفروشات المنزلية.
تكوّن خيال للصور أو الرؤية المزدوجة
تعتبر هذه الأعراض الأكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من المياه البيضاء القشرية، وعادة ما يحدث ذلك في كل عين على حدى. ثم يصبح الخيال أو الازدواج موجودًا بعد ذلك حتى ولو كانت العين مغلقة، وغالبًا لا يسبب ذلك سوى ازعاج طفيف فقط ولا تؤثر بشكل كبير في معظم الأشخاص الذين يعانون من المياه البيضاء. ويتكون الخيال الذي يصاحب الصورة بسبب تكوّن صورة ثانيةغامضة للجسم، وتداخل تلك الصورة مع الصورة الرئيسية.
ويختلف خيال الصور عن الرؤية المزدوجة الصريحة أو الواضحة حيث يرى الشخص صورتين واضحتين لكل جسم على حدى.
ظهور ظلال في مجال الرؤية
في بعض الأحيان يعاني من هذا العرض الأشخاص الذين يعانون من المياه البيضاء ويمكن أن تتكون الظلال أيضًا نتيجة وجود مرض ما في شبكية العين، ولكن من الممكن التعرف على السبب بزيارة مركز سبانش سنتر دبي.
متى يحتاج مرض المياه البيضاء إلى العلاج ؟
لا يعاني معظم الأشخاص المصابين بمرض المياه البيضاء في العينة من صعوبات تعيق حياتهم الطبيعية. ولا يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى أي علاج. إلا إذا تدهورت الرؤية عندهم. لدرجة أنها بدأت تؤثر في حياتهم اليومية، ولا ينبغي تأجيل إجراء العملية الجراحية كي لا تصبح حالة شديدة، أو مفرطة. وفي الواقع غالبًا ما تكون حالات شديدة أو مفرطة أكثر صعوبة في اجراء العملية الجراحية بتقنية الشق الصغير. بالمقارنة مع حالات المياه البيضاء الأقل تقدمًا.
يجب عليك طلب المشورة في سبانش سنتر دبي في وقت مبكر
في سبانش سنتر دبي يمكنك الحصول على تشخيص مبكر ما يساعدك على منع الفقدان الشديد للرؤية قبل أن تتم الجراحة. فإذا ترك المريض دون علاج لسنوات عديدة، فإنها قد تصبح في النهاية أكثر نموًا وتعقيدًا. إذ تصبح العدسة كلها مصبوغة باللون الأبيض الحليبي. ونادرًا ما يصل مرض المياه البيضاء لهذا الحد في البلدان المتقدمة. على الرغم من أنه لا يزال شائعًا في البلدان النامية إذ إن الجراحة ليست متاحة بالشكل المطلوب. ومن المهم جدًا طلب المشورة في وقت مبكر. إذا كنت تعاني من أي إعاقات أخرى مثل فقدان السمع أو ضعف الحركة. ذلك أن وجود هذه الإعاقات بجانب ضعف الرؤية قد يزيد من خطر التعرض للحوادث.