عمى الألوان هي حالة يصاب بها بعض الأشخاص. وينتج عنها عدم قدرة المريض على التمييز ومعرفة الفروق بين ألوان معينة. وتنتشر هذه الحالة بين بعض العائلات حيث تنتقل في بعض الأحيان للأشخاص نتيجة لعوامل وراثية.
وعلى الرغم من كونها حالة مزعجة بعض الشيء إلا أن المريض قادر على التكيف والتأقلم معها. ولا يشعر بمشاكل كبيرة في ممارسة أنشطة حياته اليومية. ويمكن أن يساعد ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة على الشعور براحة أكبر.
كيف ترى العينان؟
ترى العينان الاختلافات في الضوء مثل الطريقة التي تستمع بها الأذن إلى الأصوات. سواء منخفضة أو عالية وذلك نتيجة لاختلاف تردد الصوت أو النغمة. وبالمثل تختلف الألوان فيما بينها في الطول الموجي للضوء. فعلى سبيل المثال اللون الأحمر ودرجاته له طول موجي طويل، واللون الأزرق ودرجاته له طول موجي قصير. وتحتوي العين على خلايا عصبية تشتمل على أصباغ تتفاعل مع الضوء وتتحكم في رؤية الشخص للألوان. وبعض هذه الخلايا يتفاعل مع الضوء قصير الطول الموجي. ويتفاعل البعض الآخر مع الأطوال الموجية المتوسطة، ويتفاعل البعض الآخر مع الأطوال الموجية الأعلى.
رؤية الألوان
وبالتالي إذا وُجدت مشكلة في تلك الأصباغ فلن تتمكن العين من رؤية الألوان على النحو السليم، ومن هنا تنشأ مشكلة عمى الألوان.
وأكثر حالات عمى الألوان شيوعًا: هي الحالة التي لا يستطيع فيها المريض التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر. أما الحالة الأقل شيوعًا هي عدم القدرة على التفرقة بين اللون الأصفر والأزرق، ولكن الحالة الأكثر ندرة لعمى الألوان تسمى “الأكروماتوبسيا” وفيها يرى المريض كل شيء باللون الرمادي أو الأسود والأبيض.
ويعتبر عمى الألوان أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنةً بالنساء، حيث يصيب 1 من كل 12 رجلًا وواحدة من بين كل 200 سيدة، كما يوجد في جميع أنحاء العالم ما يقرب من 300 مليون شخص مصاب بعمى الألوان.
وعلى الرغم من انتشار عمى الألوان بين الرجال، إلا أن النساء هي التي تحمل الكروموسوم المسئول عن تلك الحالة وبالتالي ينتقل وراثيًا إلى الأبناء، وفرصة انتقاله إلى الأبناء الذكور أعلى من فرصة إصابة الإناث.
أسباب الإصابة بعمى الألوان
مثلما ذكرنا مسبقًا، يحدث عمى الألوان نتيجة لفشل الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين عن التمييز بين الأطوال الموجية المختلفة للأضواء وبالتالي يصعب التفرقة بين بعض الألوان، كما توجد بعض العوامل الأخرى التي تجعل هناك احتمالية أكبر للإصابة بتلك الحالة، مثل:
-
مرض باركنسون:
وهو أحد الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي، وفي الأساس يؤثر سلبًا على قدرة الشخص على الحركة، ولكن نتيجة لوجود بعض المشكلات في الجهاز العصبي فيمكن أن تتأثر الخلايا الحساسة المسئولة عن استقبال الأضواء مما قد يؤدي إلى إصابة المريض بعمى الألوان.
-
إعتام عدسة العين:
نتيجة لإصابة المريض بإعتام عدسة العين وهي حالة تحدث فيها غشاوة على العين وبالتالي تكون الألوان أقل سطوعًا مما قد يجعل المريض لا يتمكن من التمييز بسهولة بين بعض الألوان، وفي تلك الحالة يمكن أن تساهم جراحة الساد في تحسين حالة المريض حيث يتم إزالة العدسة الطبيعية الضبابية للمريض واستبدالها بعدسة صناعية داخل العين تجعل رؤيته واضحة للغاية.
-
اعتلال ليبر العصبي الوراثي:
هو أحد الأمراض العصبية الذي يؤثر على العصب البصري وقد يتسبب في فقدان البصر، ولكن حتى على الرغم من عدم وجود أعراض خطيرة لدى المريض نتيجة الإصابة بهذا المرض، إلا أنه قد يعاني من مشكلات في التمييز بين بعض الألوان وخصوصًا الأحمر والأخضر.
-
متلازمة كالمان:
هي حالة تصيب الغدة النخامية وتؤثر بشكل أساسي على الأعضاء التناسلية لدى المصاب مما قد يصيب المريض بمشكلات وخصوصًا في سن البلوغ، ولكن يعاني المريض أيضًا من مشكلات في الشم وبعض الأعضاء ومن بينها قدرته على الرؤية بشكل واضح وعلى التمييز بين كل الألوان.
-
الشيخوخة:
نتيجة للتقدم في العمر يمكن أن تتأثر بعض خلايا الشبكية وبالتالي تحدث مشكلات في معالجة الألوان والرؤية داخل العين مما قد يصيب المريض بعمى الألوان.
أعراض الإصابة بعمى الألوان
العرض الرئيسي لعمى الألوان هو عدم القدرة على التمييز أو إدراك الفروقات بين بعض الألوان وخصوصًا اللونين الأحمر والأخضر وهي الحالة الأكثر شيوعًا، ويمكن أن تظهر أعراض تلك المشكلة من الطفولة حيث يلاحظ الآباء والأمهات أن أطفالهم لا يتمكنون من التمييز بين هذين اللونين، وبالتالي إذا لاحظت ذلك على طفلك فإن المركز الأسباني الملكي ينصحك بالتوجه إلى الفحص حتى تتطمأن أنه لا يوجد أية مشكلات أخرى في الرؤية.
وتنتشر بين المصابين بعمى الألوان بعض الأعراض الأخرى مثل:
- رؤية بعض الألوان بدرجات زاهية وساطعة للغاية مقارنةً بدرجة سطوعها في الحقيقة.
- رؤية ظلال مختلفة للألوان.
- الحساسية تجاه الضوء.
- في بعض الحالات لا يتمكن المريض من رؤية أية ألوان على الإطلاق إلا اللون الأبيض والأسود والرمادي ولكنها حالة نادرة الحدوث.
أنواع عمى الألوان
يوجد لدى الإنسان ثلاثة أنواع مختلفة من مخاريط استشعار الضوء، وفي حالة الإصابة بعمى الألوان تكون الأصباغ الموجودة في تلك المخاريط مفقودة أو ناقصة، وبالتالي فإن لكل نوع من أنواع تلك المخاريط تأثير مختلف على كيفية رؤية العين للألوان:
1- عمى الألوان الأحمر والأخضر:
وهي الحالة الأكثر شيوعًا ولكن يندرج تحتها بعض الأنواع الفرعية وهي:
- الحالة الأولى عندما تكون المخاريط ذات الطول الموجي المتوسط.
- وهذه الحالة غير فعالة بالشكل الكافي مما يتسبب في ظهور اللون الأخضر أكثر احمرارًا.
- أما بالنسبة لـ الحالة الثانية يكون فيها المخاريط ذات الطول الموجي الطويل غير فعالة بشكل كافي.
- مما يجعل اللون الأحمر أكثر اخضرارًا.
- بينما الحالة الثالثة تكون فيها المخاريط ذات الطول الموجي المتوسط مفقودة.
- مما يسبب صعوبة في التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر.
2- عمى الألوان الأزرق والأصفر:
تلك الحالة هي أقل شيوعًا من حالة اللونين الأحمر والأخضر، وتحدث عندما تكون المخاريط ذات الطول الموجي القصير موجودة ولكنها غير فعالة بشكل كافي وبالتالي سيبدو اللونان الأزرق والأخضر متشابهين وكذلك سيبدو اللون الأحمر والأصفر متشابهين، وفي حالة فقدان المخاريط ذات الطول الموجي القصير تمامًا فتكون الألوان باهتة مما يجعل اللونين الأصفر والأزرق بدرجاتهم المختلفة مثل الأرجواني والأخضر غير واضحين.
3- عمى الألوان الكامل:
تلك الحالة نادرة الحدوث وتؤدي إلى عدم رؤية المريض لأية ألوان، وتكون بسبب أن جميع مخاريط العين إما مختلة أو مفقودة بالكامل مما يؤثر على معالجة كل الألوان.
كيف يرى مريض عمى الألوان الصور؟
يعتمد ما يراه مريض عمى الألوان في الصور على نوع عمى الألوان المصاب به، حيث يساهم النوع في اختلاف إدراكه ومعالجته للعديد من الألوان.
اختبار عمى الألوان
هو اختبار يقيس قدرة المريض على معرفة الفرق بين الألوان، وبالتالي إن لم ينجح المريض في هذا الاختبار، فقد يكون لديه مشكلة في رؤية أو التمييز بين الألوان، ويتم الاختبار عن طريق ما يلي:
- يجلس المريض في غرفة إضاءتها طبيعية ويقوم بتغطية عين واحدة.
- ينظر إلى مجموعة من البطاقات التي يوجد بها ألوان معينة بدرجاتها المختلفة.
- تحتوي تلك البطاقات على رمز أو رقم أو شكل معين.
- يطلب الطبيب من المريض تحديد الرمز الموجود في البطاقة.
- إذا تمكن المريض من تحديد ذلك الرمز بسهولة فهذا يعني أنه لا يعاني من أي مشكلة في التمييز بين الألوان.
- يطلب الطبيب من المريض تحديد كثافة لون معين.
- يتم إعادة الاختبار في العين الأخرى للتأكد من سلامتها.
نصائح لمرضى عمى الألوان للتخفيف من الأعراض
- تغيير الإضاءة في المنزل ومكان العمل بما يتناسب مع الرؤية بشكل أقرب إلى الطبيعي. حيث أن المكان المظلم يساهم في شعور مريض عمى الألوان بصعوبة أكثر في الرؤية.
- علاوة على ذلك حاول تمييز إشارات المرور في الطريق بأي وسيلة أخرى حفاظًا على سلامتك.
- بالإضافة إلى ذلك عند اختيار بعض الأطعمة كالفواكه والخضروات مثلا. حاول الاعتماد على حواسك الأخرى. مثل حاسة الشم والتذوق للتأكد من جودة وصلاحية تلك الأطعمة.
- كذلك استعن بالتقنيات التكنولوجية الحديثة والتي تساهم في تسهيل الكثير من المهام والأنشطة اليومية مثل البيوت والأجهزة الذكية.