القرنية المخروطية هي حالة تصيب العين نتيجة لتغير في شكل القرنية، والقرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين أو العدسة الزجاجية الشفافة الخارجية والتي يكون شكلها عادةً مستدير مثل الكرة ولها قبة بسيطة، أما في حالة الإصابة بالقرنية المخروطية فيتغير هذا الشكل للقرنية ويتحول إلى الشكل المخروطي والذي يؤثر بالطبع على الرؤية.
وفي الحالات الطبيعية يرتكز الضوء على قبة العين وهي القرنية لتبدأ عملية الرؤية، أما في حالة إصابة الشخص بالقرنية المخروطية، فإن الشكل المخروطي غير الطبيعي للقرنية يجعل من الصعب تركيز الضوء داخل العينين مما يؤدي إلى حدوث رؤية ضبابية مشوشة والتي تؤثر بدورها على كل مهام الشخص اليومية كالقراءة والكتابة والقيادة.
وبالنسبة إلى الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الشخص بالقرنية المخروطية، فلا يعلم الأطباء على وجه التحديد سبب معين يعتبر سببًا رئيسيًا لها، ولكن أشارت بعض الدراسات إلى وجود عامل وراثي مشترك بين الكثير من المصابين بالقرنية المخروطية، حيث أن حوالي 1 من كل 10 أشخاص مصابين يكون أحد والديهم مصاب بنفس الحالة أيضًا.
ويوجد بعض العوامل الأخرى التي تساهم في زيادة فرص الإصابة بتلك الحالة مثل:
- فرك العين بشكل مفرط.
- الوراثة: حيث أن العامل الوراثي يلعب دور كبير في زيادة فرص واحتمالات الإصابة بالقرنية المخروطية.
- اضطرابات النسيج الضام.
- العمر: حيث تزداد فرص الإصابة في سن المراهقة وصولًا إلى سن الـ30.
- بعض الالتهابات مثل الحساسية والربو.
- نقص بعض العناصر الغذائية من الجسم مثل الألياف ومضادات الأكسدة والتي من وظائفها حماية الكولاجين الموجود في القرنية والذي يحافظ على هيكلها ويمنعه من اتخاذ الشكل المخروطي.
أعراض القرنية المخروطية
تغير شكل القرنية من الطبيعي المستدير إلى الشكل المخروطي يتسبب في جعل رؤية الشخص للأشياء غير طبيعية فقد يشعر بأعراض تشبه أعراض الاستجماتيزم ولكنه يكون غير منتظم، كما قد يجد صعوبة في رؤية الأشياء القريبة بوضوح مما يجعله يعاني من قصر النظر.
وقد يشعر الشخص أيضًا ببعض الأعراض الأخرى مثل:
- الرؤية المزدوجة للأشياء وخصوصًا عند النظر بعين واحدة.
- الشعور بضبابية في الرؤية.
- رؤية هالات حول الأضواء.
- رؤية خطوط حول الأضواء.
- عدم القدرة على القيادة بشكل طبيعي نظرًا لصعوبات في رؤية الطريق.
كيفية تشخيص القرنية المخروطية
سيقوم الطبيب بقياس شكل قرنية المريض من خلال بعض الطرق مثل التقاط صورة للقرنية وفحصها عن كثب بزواياها المختلفة. ومن الضروري إن كان هناك أي أب يعاني من القرنية المخروطية، أن يخضع أبنائه لفحص القرنية هذا كل عام وخصوصًا ابتداءً من بلوغهم سن العاشرة حيث تزداد فرص الإصابة بالقرنية المخروطية في فترة المراهقة.
علاج القرنية المخروطية
يوجد أكثر من خيار لعلاج القرنية المخروطية مثل:
- استخدام نظارة نظر إن كانت الحالة في بدايتها.
- المستخدمون لعدسات اللاصقة وأيضًا في بداية الإصابة.
- استخدام العدسات الصلبة (Hard Contact Lens) لتحسين النظر.
- تثبيت أو تصليب القرنية عن طريق وضع قطرات الريبوفلافين وتسليط الضوء على القرنية لتصليبها.
- حلقات يتم استخدامها لتحسين الرؤية
- زرع القرنية وذلك في حالة فشل كل العلاجات الأخرى.
حلقات علاج القرنية المخروطية
عبارة عن مقاطع حلقية يتم تثبيتها وإدخالها في القرنية لتسطيح شكلها المخروطي مما يساهم في ارتكاز الضوء بشكل صحيح وبالتالي تحسن الرؤية بشكل ملحوظ جدًا، وهذه الحلقات لها عدة أنواع وكل نوع معروف باسمه مثل: Intacs أو Kerarings أو Ferrara Ring.
وهذه الحلقات تكون مصنوعة من مادة متوسطة في المرونة ويتم زراعتها في الطبقة الوسطى من القرنية لتقويم شكل القرنية وعلاج أي انحناءات موجودة فيها بسبب الإصابة بالقرنية المخروطية ومن ثم جعل المريض يشعر برؤية واضحة بدون أي ضبابية أو تشوش، وعلى الرغم من بساطة هذا الإجراء إلا أنه يحتاج إلى حرفية وبراعة من طبيب العيون المختص في علاج حالات القرنية المخروطية، لكي لا تحدث أية مضاعفات للمريض ولكي تتم العملية بنجاح.
طريقة عمل حلقات القرنية المخروطية
يتم وضع شرائح حلقة القرنية عند حوالي ثلثي العمق خارج المنطقة البصرية المركزية لإعادة تشكيل سطح القرنية الأمامي مع الحفاظ على المظهر الجانبي، ومن ثم تعمل قطعة الحلقة داخل القرنية كعناصر مباعدة بين حزم صفائح القرنية مما ينتج عنه تقصير في طول القوس المركزي. ونتيجة لهذا التأثير، يميل الجزء المركزي من سطح القرنية الأمامي إلى التسطيح.
وقطر الحلقة يكون معكوس نسبيًا مع شدة التسطيح، وبالتالي كلما كان قطر الحلقة أصغر، كلما تم إضافة المزيد من الأنسجة إلى سمك الحلقة ومن ثم تصحيح قصر النظر، وهذا التأثير المسطح على القرنية يقلل من قصر النظر عن طريق خفض القوة البصرية.
مميزات حلقات القرنية المخروطية
- لا توجد أية مضاعفات للعملية.
- العملية سريعة ولا تستغرق أكثر من 5 دقائق.
- العملية آمنة تمامًا ولا يعاني المريض من أية آلام.
- نسبة نجاح العملية عالية جدًا.
- قد لا يحتاج المريض نهائيًا إلى عملية زرع القرنية في المستقبل.
- تمنع حالة القرنية المخروطية من التدهور أو أن تزداد سوءً بمرور الوقت.
- لا يتم إزالة أية أنسجة من العين أو القرنية داخل العملية.
- يمكن إزالة الحلقات بسهولة في أي وقت يرغب فيه المريض بذلك.
- يتم زيادة حدة البصر بشكل ملحوظ.
- يمكن دمجه مع إجراءات علاجية أخرى للحصول على نتائج أكثر فعالية.
متي يتحسن النظر بعد عملية حلقات القرنية المخروطية؟
يعود نظر المريض طبيعيًا في نفس يوم زرع حلقات القرنية المخروطية، ويلاحظ بفرق واضح جدًا في رؤيته بمجرد انتهاء العملية، ولا يشعر بأي ضبابية أو تشوش أو هالات حول الأضواء مثلما كان يعاني قبل العملية.
وفي خلال 3 أسابيع بعد العملية يتحسن نظر المريض شيئًا فشيئًا حتى يعود طبيعي تمامًا.
فحوصات ما قبل زراعة حلقات القرنية المخروطية
يتم إجراء العديد من الفحوصات الدقيقة للقرنية قبل زراعة حلقات علاج القرنية المخروطية، وذلك للتأكد من نجاح تلك العملية، ويجب على المريض التوقف تمامًا ونهائيًا عن استخدام العدسات اللاصقة قبل إجراء تلك الفحوصات بأسبوع على الأقل لأن ارتداءها يؤثر على نتيجة الفحص، ومن أهم تلك الفحوصات:
- قياس الحدة البصرية مصححة وغير مصححة.
- قياس انحراف القرنية.
- طبوغرافيا القرنية.
- قياس سمك القرنية.
- تحليل ميكانيكي حيوي للقرنية.
ويوجد بعض الأشخاص الذين يعتبرون مرشحين جيدين لإجراء تلك العملية وهم:
- الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
- للأشخاص الغير مستخدمين العدسات اللاصقة باستمرار.
- بالإضافة إلى الأفراد أصحاب قياس تصحيح حدة النظر عن بعد لديهم أصغر من 0.6 على المقياس العشري.
- الذين يبلغ قياس ثبات القرنية لديهم أكبر من 400 ميكرون في موقع نفق القرنية.
- الذين لا توجد لديهم ندبات في القرنية المركزية.
- السيدات غير الحوامل.
خطوات زراعة حلقات القرنية المخروطية
يتم زراعة حلقات القرنية المخروطية أيًا كانت أنواعها لتسطيح القرنية وتحسين الرؤية مثلما أشرنا مسبقًا، ولكن يمكن تنفيذ هذا الإجراء إما بشكل ميكانيكي أو من خلال الليزر، وفي كلتا الحالتين تتحسن رؤية المريض بشكل ملحوظ وتكون النتائج جيدة.
ولكن تتطلب زراعة الحلقة ميكانيكيًا مهارات جراحية عالية ولذا يجب أن يتأكد المريض من براعة واحترافية الطبيب قبل إجراء العملية حيث يتم إجراء شق نصف قطري 1 مم، وعلى عمق 70-80٪ من سمك القرنية. وفي قاعدة الشق يتم إدخال مُشرِّحات جيبية على كل جانب لتشكيل أنفاق داخل السدى ثم يقوم الجراح بغرس الحلقة وتثبيتها.
أما في حالة إجراء هذه الجراحة باستخدام الليزر والتي تتطلب استخدام شعاع ليزر للأشعة تحت الحمراء لإنشاء تجاويف داخل السدى، وعمل تشريح بالعمق المطلوب من خلال عملية الانحلال الضوئي. ويتم قياس سمك القرنية في موقع الزرع وتعديل نظام الالتحام بليزر الفيمتو ثانية، والذي ينتج قطعًا يتم من خلاله إدخال الحلقة.