اعتلال الشبكية السكري هو تلف يصيب شبكية العين بسبب مضاعفات مرض السكري. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى العمى إذا تركت دون علاج. عادة ما يمكن الوقاية من العمى المبكر بسبب اعتلال الشبكية السكري (DR) من خلال الفحوصات الروتينية والإدارة الفعالة لمرض السكري الأساسي.
حقائق سريعة عن اعتلال الشبكية السكري
- اعتلال الشبكية السكري (DR) هو تلف الأوعية الدموية في شبكية العين الذي يحدث نتيجة لمرض السكري.
- تشمل الأعراض عدم وضوح الرؤية، وصعوبة في رؤية الألوان، وحتى فقدان الرؤية التام.
- يجب على مرضى السكري فحص رؤيتهم مرة واحدة على الأقل سنويًا للوقاية من DR.
- هناك جراحات شبكية يمكن أن تخفف الأعراض، لكن السيطرة على مرض السكري والتحكم في الأعراض المبكرة هي أكثر الطرق فعالية لمنع DR.
ما هو اعتلال الشبكية السكري؟
اعتلال الشبكية السكري هو أحد مضاعفات مرض السكري الذي يمكن أن يؤدي إلى العمى التام دون علاج. شبكية العين هي الغشاء الذي يغطي الجزء الخلفي من العين، إنها شديدة الحساسية للضوء.
تحول شبكية العين أي ضوء يضرب العين إلى إشارات يمكن أن يفسرها الدماغ. تنتج هذه العملية صورًا بصرية، تساعدك على رؤية ما يدور حولك.
يتسبب اعتلال الشبكية السكري في تلف الأوعية الدموية داخل أنسجة الشبكية، مما يؤدي إلى تسرب السوائل وتشويه الرؤية. هناك نوعان من DR:
اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري (NPDR): هذا هو الشكل الأكثر اعتدالًا من المرض وعادة ما يكون بدون أعراض.
اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR): PDR هو المرحلة الأكثر تقدمًا من هذه الحالة المرضية، ويشير إلى تكوين أوعية دموية جديدة غير طبيعية في شبكية العين.
ثلث الأشخاص الذين يقدر عددهم بنحو 285 مليون شخص حول العالم معرضون للإصابة بهذا المرض الخطير.
أعراض اعتلال الشبكية السكري
لا تظهر عادة أي أعراض خلال المراحل المبكرة للمرض، فغالبا ما تكون الحالة في مرحلة متقدمة عندما تصبح الأعراض ملحوظة. في بعض الأحيان، يكون العرض الوحيد الذي يمكن اكتشافه هو فقدان البصر بشكل مفاجئ وكامل. قد تشمل علامات وأعراض اعتلال الشبكية السكري ما يلي:
- عدم وضوح الرؤية.
- ضعف رؤية الألوان.
- العوائم أو البقع الشفافة عديمة اللون أو الخيوط الداكنة التي تطفو في مجال رؤية المريض.
- بقع أو خطوط تحجب رؤية الشخص.
- ضعف الرؤية الليلية.
- فقدان البصر المفاجئ والكامل.
يؤثر DR عادة على كلتا العينين، لذا من المهم التأكد من تقليل مخاطر فقدان البصر. الطريقة الوحيدة التي يمكن لمرضى السكري من خلالها منع DR هي حضور فحص دوري مع طبيب ذو ثقة يعرف حالتك جيدا.
أعراض متقدمة
تشمل الأعراض الأكثر خطورة المحتملة والمرتبطة باعتلال الشبكية السكري ما يلي:
النزف الزجاجي: يتسرب وعاء دموي حديث التكوين إلى الهلام الزجاجي الذي يملأ العين ويمنع الضوء من الوصول إلى الشبكية. تشمل الأعراض فقدان البصر والحساسية للضوء أو ظهور عوائم العين في الحالات الخفيفة. يمكن أن تشفى هذه الحالة من تلقاء نفسها إذا ظلت شبكية العين سليمة.
انفصال الشبكية: يمكن للنسيج الندبي أن يسحب الشبكية بعيدًا عن مؤخرة العين. يؤدي هذا عادةً إلى ظهور بقع عائمة في مجال رؤية الشخص المصاب، ومضات من الضوء، وفقدان حاد في الرؤية. يمثل انفصال الشبكية خطرًا كبيرًا لفقدان البصر التام إذا تركت دون علاج.
الجلوكوما: قد يتم حظر التدفق الطبيعي للسوائل في العين مع تشكل أوعية دموية جديدة. يتسبب الانسداد في تراكم ضغط العين أو الضغط في العين مما يزيد من خطر تلف العصب البصري وفقدان البصر.
الأسباب وعوامل الخطر
أي شخص مصاب بداء السكري معرض لخطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري. ومع ذلك، هناك خطر أكبر إذا كان الشخص:
- لا يتحكم بشكل صحيح في مستويات السكر في الدم.
- يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
- يعاني من نسبة عالية من الكوليسترول.
- حامل.
- يدخن بانتظام.
- يعاني من مرض السكري لفترة طويلة.
ومع ذلك مازال تلف شبكة الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية السبب الرئيسي لاعتلال الشبكية السكري. تؤدي مستويات الجلوكوز المرتفعة إلى تلف هذه الأوعية ومنع تدفق الدم إلى شبكية العين. يمكن أن تكون مشاكل الأوعية الدموية خفيفة مثل الانتفاخات الصغيرة في جدار الوعاء الدموي والذي يتسبب في تسرب الدم أحيانًا دون التأثير على الرؤية.
ومع ذلك، في المراحل المتقدمة من الحالة قد يتم انسداد هذه الأوعية الدموية تمامًا. ثم تُنتج العين أوعية دموية جديدة أقل استقرارًا، تتكسر الأوعية الجديدة هذه بسهولة وتتسرب إلى الهلام الزجاجي للعين. نتيجة للنزيف يعاني المريض من عدم وضوح الرؤية، وعدم انتظامها بسبب زيادة انسداد الشبكية.
يؤدي هذا النزيف أحيانًا إلى تكوين ندبات يمكن أن تفصل الشبكية والعين، مما يؤدي إلى انفصال الشبكية. مع تطور الأعراض، تزداد احتمالية تعرض الشخص المصاب بالسكري لفقدان كامل للبصر.
التشخيص
يمكن تشخيص اعتلال الشبكية السكري باستخدام فحص التصوير المقطعي البصري (OCT). كما ذكرنا يبدأ هذا المرض بشكل عام دون أي تغيير ملحوظ في الرؤية. ومع ذلك، يمكن لطبيب العيون أو أخصائي العيون اكتشاف العلامات.
من المهم أن يخضع مرضى السكري لفحص العين مرة أو مرتين سنويًا على الأقل أو حسب تشخيص الطبيب بالموعد المناسب. تُستخدم الطرق التالية بشكل واسع لتشخيص المرض:
فحص العين المتوسع
يقوم الطبيب بإعطاء قطرات في عيني المريض. تعمل هذه القطرات على توسيع بؤبؤ العين وتسمح للطبيب برؤية ما بداخل العين بطريقة أكثر تفصيلاً. يتم التقاط الصور من داخل العين أثناء هذا الفحص، ومن خلاله يمكن للطبيب أن يكتشف وجود:
- تشوهات في الأوعية الدموية أو العصب البصري أو شبكية العين.
- إعتام عدسة العين.
- تغيرات في ضغط العين أو الرؤية العامة.
- أوعية دموية جديدة.
- انفصال الشبكية.
- نسيج ندبي.
قد تكون هذه القطرات مؤلمة، ويمكن للأضواء الساطعة للصور أن تزعج المريض الذي يقوم بالفحص. في الأشخاص المعرضين لأمراض العين بشكل كبير، قد تسبب قطرات العين زيادة في ضغط العين.
تصوير الأوعية بالفلوريسين
تستخدم القطرات لتوسيع حدقة العين، ويتم حقن صبغة خاصة تسمى فلوريسئين في وريد ذراع المريض. يتم التقاط الصور أثناء دوران الصبغة عبر العينين. قد تتسرب الصبغة إلى شبكية العين أو تلطخ الأوعية الدموية إذا كانت الأوعية الدموية غير طبيعية.
يمكن أن يحدد هذا الاختبار الأوعية الدموية المسدودة أو تسرب السوائل. من خلال هذا الاختبار يتمكن الطبيب من اختيار أكثر علاجات الليزر دقة. لمدة 24 ساعة تقريبًا بعد الاختبار قد يتحول لون الجلد إلى اللون الأصفر، ويتحول لون البول إلى اللون البرتقالي الداكن مع خروج الصبغة من الجسم.
التصوير المقطعي للتماسك البصري (OCT)
يوفر هذا التصوير صور مقطعية عالية الدقة لشبكية العين، مما يكشف عن سمكها. يمكن أيضا استخدام عمليات المسح في وقت لاحق للتحقق من مدى فعالية العلاج.
يشبه OCT اختبار الموجات فوق الصوتية ولكنه يستخدم الضوء بدلاً من الصوت لإنتاج الصور. يمكن للفحص أيضًا اكتشاف أمراض العصب البصري.
خيارات العلاج
يعتمد علاج DR على عدة عوامل، بما في ذلك شدة ونوع اعتلال الشبكية السكري، وكيف يستجيب الشخص المصاب بـ DR للعلاجات السابقة.
باستخدام NPDR، قد يقرر الطبيب مراقبة عيون الشخص عن كثب دون التدخل. يُعرف هذا بالانتظار اليقظ. سيتطلب ذلك من المريض العمل مع طبيبهم للسيطرة على مرض السكري. يمكن أن يؤدي التحكم الجيد في نسبة السكر في الدم إلى إبطاء تطور DR.
في معظم حالات اعتلال الشبكية السكري، سيتطلب المريض إلى علاج جراحي فوري. الخيارات المتاحة تشمل:
العلاج بالليزر البؤري أو التخثير الضوئي
يتم إجراء العملية من قبل طبيب عيون متخصص، وخلال هذا النوع تعمل حروق الليزر المستهدفة على سد التسريبات من الأوعية الدموية غير الطبيعية. يمكن أن يؤدي التخثير الضوئي إلى إيقاف أو إبطاء تسرب الدم وتراكم السوائل في العين.
عادة ما يعاني الناس من رؤية ضبابية لمدة 24 ساعة بعد العلاج بالليزر البؤري. وقد تظهر بقع صغيرة في المجال البصري لبضعة أسابيع بعد العملية.
العلاج بالليزر المبعثر أو التخثير الضوئي لشبكية العين
يتم تطبيق حروق الليزر المتناثرة على مناطق الشبكية البعيدة عن البقعة، عادةً على مدار جلستين أو ثلاث جلسات. البقعة هي المنطقة الواقعة في مركز الشبكية حيث تكون الرؤية أقوى.
تتسبب حروق الليزر في تقلص الأوعية الدموية الجديدة غير الطبيعية وندبها. يحتاج معظم المرضى إلى جلستين أو ثلاث جلسات للحصول على أفضل النتائج.
قد يعاني المرضى من رؤية ضبابية لمدة 24 ساعة بعد الإجراء، وقد يكون هناك فقدان بسيط في الرؤية الليلية أو الرؤية المحيطية.
استئصال الزجاجية
يتضمن ذلك إزالة بعض الجسم الزجاجي من داخل مقلة العين. يستبدل الجراح الجل الغائم بسائل أو غاز صافٍ. سوف يمتص الجسم الغاز أو السائل في النهاية. سيؤدي ذلك إلى إنشاء زجاجي جديد ليحل محل الجل المغطى بالغيوم الذي تمت إزالته.
تتم إزالة أي دم في النسيج الزجاجي والندبي الذي قد يسحب شبكية العين. يتم إجراء هذا النوع من علاج اعتلال الشبكية السكري في المستشفى تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي. يمكن أيضًا تقوية شبكية العين وتثبيتها في موضعها باستخدام مشابك صغيرة.
بعد الجراحة، قد يضطر المريض إلى ارتداء رقعة للعين لاستعادة استخدام عينه تدريجيًا، وهو ما قد يسبب بعض الألم بعد استئصال الزجاجية.
إذا تم استخدام الغاز لاستبدال الجل الذي تمت إزالته، فلا يجب على المريض السفر بالطائرة حتى يتم امتصاص كل الغازات. سيخبر الجراح المريض بالوقت الذي يجب أن يستغرقه ذلك. يعاني معظم المرضى من رؤية ضبابية لبضعة أسابيع بعد الجراحة، قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تعود الرؤية الطبيعية.
الجراحة ليست علاجًا لاعتلال الشبكية السكري. ومع ذلك، قد يوقف أو يبطئ من تطور الأعراض. مرض السكري هو حالة طويلة الأمد، وقد يستمر حدوث تلف الشبكية وفقدان البصر على الرغم من العلاج.
الوقاية
بالنسبة لغالبية مرضى السكري، فإن اعتلال الشبكية السكري هو نتيجة حتمية. ومع ذلك، فإن مرضى السكري الذين يديرون بنجاح مستويات السكر في الدم سيتمكنوا من منع ظهور شكل حاد من DR.
ارتفاع ضغط الدم هو عامل آخر مساهم. يحتاج مرضى السكري إلى ضبط ضغط الدم عن طريق:
- تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم.
- الإقلاع عن التدخين.
- السيطرة الصارمة على تناول الكحول.
- اتخاذ أي إجراءات خافضة للضغط وفقًا لتعليمات الطبيب.
- حضور الفحوصات المنتظمة.
تذكر أن الاكتشاف المبكر للأعراض يزيد من فعالية العلاج.